في إجابة عن سؤال طرحته الكلية الملكية يُقدِّم لنا آرثر شوبنها ور هذا الكتاب تحت عنوان " أساس الأخلاق"، والذي يطرح فيه إشكاليةً رئيسيةً في الفلسفة ألا وهي منبع الأخلاق حيث يحاول كما حاول من قبله كانط وسبينوزا أن يبتعد في تحليله عن الأديان ويغوص في أعماق النفس البشرية علَّه يجد فيها الرادع والوازع الأخلاقي الذي يحمي كل إنسان من الانجراف في سيل أهوائه ويبعده عن أذية الآخرين. شوبنهاور عاد في صفحات كتابه هذا إلى حِكَم القدماء والإكليسياستيين ليناقش بعض المقولات كما خصَّص جزءاً منه لمناقشة أخطاء كانط في كتبه: نقد العقل المحض ونقد العقل العملي وميتا فيزيقيا الأخلاق.
يجدر القول إنَّ هذا الكتاب لم يحظَ بالجائزة المقدَّمة من قبل الكلية الملكية، لافتقاره إلى النقاش الميتافيزيقي للأخلاق، كما لم يحظ بها أيُّ كتابٍ آخر. هذا وتضع دار النشر بين أيدي قرَّائها العمل علّه يجيب على بعض الأسئلة التي تدور في أذهان عدد كبير من الناس حول منبع الأخلاق فهل هي متروكةٌ للإنسان أم أنَّها نتاج منظومة القوانين والأديان؟