يُعدّ "أساس البلاغة" للزمخشري من أهم المعاجم العربية التي تجاوزت حدود الاستخدام القاموسي التقليدي، إذ لم يقتصر على جمع المفردات وشرح معانيها، بل منح اللغة بعدها البياني والبلاغي من خلال انتقاء الاستعمالات الرفيعة والتراكيب الأدبية المبدعة. يقوم المعجم على إبراز الجوانب الدلالية والإيحائية للكلمة، وتوثيق أثر السياق والاستعمال في تطور المعنى، مما جعله مرجعاً لا غنى عنه للدارسين والكتّاب ومحترفي البيان. وقد جمع الزمخشري فيه نماذج منتقاة من روائع التعبير العربي، مقدماً ثروة لغوية وأسلوبية تسهم في تهذيب الذوق وتنمية مهارات التعبير، ليظل هذا المعجم مرجعاً حياً قابلاً للتجدد وركناً أساسياً في بناء الحس البلاغي العربي.