يطرح الكاتب سؤالاً محورياً، في قضية إشكاليات الوحدة العربية، كما جسّدتها "الجمهورية العربية المتحدة" (1958 – 1961): هل شكّل الانفصال عقدة معرقلة، إن لم تكن مانعة، للطموح الوحدوي العربي، أم أن قيام الجمهورية العربية المتحدة، وما تحقق خلال زمنها القصير نسبياً، والموقف القومي العام، والشعبي السوري الخاص، من الردّة الانفصالية، انطوى على مؤشرات إلى أن الطموح إلى الوحدة طموح واقعي وممكن تحقيقه إذا توفرت لدى القوى الاجتماعية المؤثرة في صناعة القرار القطري استقلالية الإرادة والإدراك الواعي بضرورة الوحدة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟ سؤال مشروع، أجاب عنه المؤلف إذ تعمق في واقع المعوقات وأسبابها، وسلّط الضوء على شقّي الإنجازات والإخفاقات، بدراسة عقلانية، تلتزم قراءة الوثائق، وتربط في ما بين الأحداث المختلفة، لاستخلاص العوامل التي أثرت في الممارسات العامة والخاصة في عهد الوحدة السورية – المصرية، وبيان إشكالية توحيد مرافق الدولة، وكذلك إشكالية البناء الديمقراطي، وإشكالية العلاقة مع الأحزاب، والقراءة النقدية لواقع التنمية الاقتصادية في الإقليمين السوري والمصري، وما جرت عليه أحوال الخدمات في المجالات كافة، إضافة إلى بحث إشكالية التعاطي مع ضباط الجيش، وإشكالية السلطة التنفيذية والجهاز الإداري. ثم اختتم الكاتب دراسته بتسليط الضوء على إشكاليات الحراك السياسي العربي في عهد الوحدة السورية – المصرية، على صُعُد الفكر السياسي، والتنظيمات السياسية، والمواقف العملية من الحراك الوطني والقومي، والموقف من ثورة لبنان سنة 1958، والموقف من ثورة 14 تموز/يوليو 1958 في العراق، والموقف من الصراع العربي – الصهيوني.
Share message here, إقرأ المزيد
إشكاليات الوحدة الجمهورية العربية المتحدة : بحث في المعوقات والإنجازات والإخفاقات 22/2/1958 - 28/9/1961













