كان المقاتل الجالس خلف المقود يبكي، وقد أسند رأسه إليه. وبصوت حزين، سألته: ماذا حدث؟ كيف أصابت قذيفة ال ٦٠ رأس علي؟ فأجاب المقاتل التعبوي بنحيب: حين وصلت التويوتا إلى الخط، كان متشبّتًا بالمقود لا يتحرّك. توقفت الشاحنة خلف التل. في البداية، لم نلتفت إليه ولا لما ألمّ به.
نادينا الرجال، وبدأنا بتفريغ الشاحنة. وحين انتهينا، قلت له: أخي، انتهى عملنا، جزاك اللّه خيرًا، لقد قمت بعمل رائع. ولكنه لم يتحرّك. وحين نظرت جيدا، رأيت قذيفة ال٦٠ لم تنفجر، شفراتها عالقة بمؤخرة الشاحنة، والقذيفة أصابت يمين مؤخرة رأسه، فمزَقَتْ جمجمته وبقيتٍ عالقة هناك. سحبته جانبًا على الفور، وجلست خلف المقود. رغم إصابته واحتضاره، أوصل الشاحنة إلى الخط. لم أر في حياتي أشدّ منه شجاعة.
وأن أحتضن الشهيد علي ، تذكرت كلماته الأخيرة: لا تقلق، حتى لوكان الثمن حياتي، سأوصلها إليهم.
Share message here, إقرأ المزيد
إلى خندق الإمدادات































































