لم أكتب كعادتي مقدّمة لهذا الكتاب على الرغم من أهمية موضوعه، فقد أجاد المؤلف في عرض أفكار دعاة الإصلاح الديني منذ أواخر العهد العثماني وحتى العصر الحاضر، وبيّن حقيقة الإصلاح المنشود، وتوسّع في ذكر المصادر والمراجع التي تناولت الموضوع، قديماً وحديثاً، تحت عناوين عدّة منها:
الإصلاح الديني وخطاب الإلتباس، خطأ التفسير الثقافي لفشل مشروع الإصلاح، الإصلاح والإصطلاح، والإصلاح الديني والمشروع الأميركي.
وبيّن تهافت مقارنة الحركة البروتستانتية بالحركة الإصلاحية لدى المسلمين، وأسباب إهتمام الغرب عموماً بإصلاح الدين الإسلامي، بما يناسب توجهاته، خوفاً من صحوة العالم الإسلامي، وإستعادة المسلمين دورهم القيادي في العالم. ومهما بذل أعداء الإسلام من جهود لإقصاء الإسلام عن دوره نظاماً يحمل العدل والسلام إلى العالم، فدوره قادم، وبقيادة دعاة من صفوفهم.
فالذين يعتنقون الإسلام عن دراسة وتمحيص وإقتناع يختلفون عن ورثة الدين، الذين يمثلون كما وصفهم أحد العلماء: أسوأ محام لقضية محقّة.
وسيلاحظ القارئ رشاقة أسلوب الكاتب وسعة إطلاعه، ووفرة معلومات الكتاب التي صيغت بأسلوب جميل لا يملّ قارئها، وينبّه جاهلها.
Share message here, إقرأ المزيد
الإصلاح الديني وتغريب الإسلام

















