يُعدّ كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" للإمام ابن قيم الجوزية من أعظم ما أُلّف في فقه القضاء والإدارة الشرعية، إذ يجمع بين دقة الفقه وعمق الفراسة، ويعرض رؤية متكاملة لصفات القاضي والحاكم العادل وكيفية تحقيق العدل في المجتمع. تناول المؤلف فيه أصول الحكم، ووسائل الإثبات، ومناهج القضاء، مبينًا أن الفقيه الحق لا يكتفي بعلم الأحكام، بل يحتاج إلى فقه الواقع ومعرفة الناس وأحوالهم. ويقدّم الكتاب نماذج مدهشة من فراسة القضاة والولاة، مبرزًا دور الذكاء والبصيرة في الوصول إلى الحق. ويُعد هذا العمل موسوعة في السياسة الشرعية والقضاء الإسلامي، تجمع بين التأصيل الشرعي والدراسة الواقعية بأسلوب بديع ومتين.