يُعَدّ كتاب «العقيدة النظامية» للإمام الجويني محطة مهمّة في تطوّر فكره الكلامي ونضجه، وقد جاء ليعرض فيه أصول الاعتقاد وفق منهج أهل السنّة الأشاعرة، مدافعًا عن المذهب الشافعي ومناقشًا آراء المعتزلة بعمق وصرامة. يتناول المؤلِّف مسائل الصفات الإلهية وما يثبت لله تعالى من صفات قائمة بذاته، ويبحث قضية الكلام الإلهي وإمكان رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، مؤكدًا ما عليه جمهور الأمة. كما يفرد مساحة واسعة لموضوع أفعال العباد وعلاقتها بالتكليف الشرعي، مبرزًا منهج الوسط بين الجبر والاختيار. ويقدّم الجويني في باب النبوة طرحًا مغايرًا لبعض آرائه السابقة، مرجّحًا أن إعجاز القرآن قائم على الصَّرف لا على البلاغة وحدها. ويختتم الكتاب بالكلام على الإيمان والتوبة وشروطهما وأحكامهما، جامعًا بين التنظير العقدي والتوجيه الروحي.