إنها ليست محض رواية تضاف إلى مكتباتنا المتخمة بروايات، إنها سيمفونية للجمال والوجع الإنساني العميق الذي ينفتح على فهم قوامه أن نزيد سعة الأرض ونجعلها صالحة للعيش، هذه الرواية نادرة، إنها نداء مفعم بالجمال والقلق والمشاعر الأصيلة والفهم المتجذر، نداء يستحق أن نترجمه للغات العالم، ونمنحه ما يستحق من تقدير، عالم غريب، غير منطقي بالكامل، وهذا ما يؤهله أن يكون صورة ناطقة للفشل والخراب الإنساني الذي ما تزال البشرية تعاني منه وتخفق في وضع حد لعبتيته ومرارة جرائمه، القرن بعد اكتماله رواية وطن طعن في الصميم، ورواية طفولة مغتالة، ورواية عاشقين صلبوا على أعمدة حبهم، وهي رواية لا تتخلى عن الأمل كونه السر أو الدافع الذي يجعل الجميع يتحملون المرارة أملا بغد أجمل.
لا أظن أن روائية عربية يمكن أن تنجح في تقديم رواية خطيرة كرواية ذكرى محمد نادر ذلك أن التجربة- والروح العنيدة التي تتحلى بها الرواية أكبر من إمكانية تجمعها في شخص واحد، وهي رواية كتبت بأصابع لا ترتدي قفازات، فالوجع فيها أصيل قادر على الإمساك بالخلايا الصغيرة لينتقل كما نسغ الدم في الأوردة والشرايين، القرن بعد اكتماله رواية لا يمكن اختصارها أو رواية حكاية عنها فكل صحفة وعبارة ليست مرشحة للإهمال أو التجاوز، من حق الثقافة العربية أن تحتفل بمنجز كبير لروائية نادرة.
Share message here, إقرأ المزيد
القرن بعد اكتماله