«القرية الصغيرة في سفح الجبل» العنوان الذي اختاره الكاتب محمد زيدان لعمله الروائي هذا، غير أن هذه القرية ستشهد أرضها حدثاً مفاجئاً، تتعدد مظاهره في المتن الروائي، ليقول الكاتب بالعنوان والأحداث، وعلى ألسنة الشخصيات التي ترزح تحت وطأة هذا الحدث إن أرض فلسطين ما تزال تنـزف. تواكب أحداث الرواية أحداث الانتفاضة الأولى في المناطق الفلسطينية مع بداية شهر كانون الأول عام 1987 وكان أن غيرت واقع المنطقة وقلبت الموازين وخرجت عن كل التوقعات. عند ذلك المنعطف التاريخي والسياسي من عمر القضية الفلسطينية تسير الرواية حيث يدخل القرية جندي إسرائيلي بسيارته عن طريق الخطأ فيحتفظ به سكان القرية لديهم لحين التدبر في أمره وفي نفس الوقت تقع أحداث سريعة ومتتالية في القرية لم يشهد لها السكان مثيلاً من قبل!.. وتنتهي الرواية بقصف إسرائيل لتلك القرية. إنها قصة شيّقة وهادفة بنفس الوقت ربما أراد الروائي القول من خلالها أنه مثلما دخل هذا الجندي أرض القرية عن طريق الخطأ دخل أجداده أرض فلسطين عن طريق الخطأ أيضاً. أي الوجود غير الشرعي للكيان الإسرائيلي في الأرض العربية أما الرد الإسرائيلي «...نحن وأنتم هنا. لن نقضي عليكم ولن تلقوا بنا في البحر!».