لها ملك عظيم، تجري به الأنهار، جنود أشداء، يأتمرون بامرها، فسلطانها لا يقهر، جمالها لا يوصف، تجلس على عرش عظيم، وهبت عقلاً راجحاً، تدير به مملكتها، فمكن لها، تشعر أن هذا اليوم، يوم غير عادي يمر عليها، كأنما تحس بأمر ما سيحدث هنا، يغير مجرى حياتها، ويقلبها رأساً على عقب.
مع شروق النهار، ونور الشمس قد أضاء قصرها، تخرج كعادتها، خطوات تمشيها لتنفقده، كل شيء يسير بهدوء، تتقدم خطوات، تلتفت يميناً، وتلتفت شمالاً، لا شيء غير عادي، إلا من صوت الطيور، هي تشعر كأنها على غير عادتها، ما هذا؟!...

طائر غريب، أفزعها، ليس من فصيلتها، يرفرف بجناحيه، يقترب منها، كأنما هو على موعد معها، ألقى فيها الذي أذهلها، عادت مسرعة، جلست على عرشها، فتحت الكتاب، تأملته، فكرت، نادت بحرسها، وأحاطوا بها، وكأنهم مستعدون لأمر جلل، فليس هذا وقتاً تناديهم فيه، ترقب وصمت، فتحته، أعلنت تزكية له، من حيث لا يشعرون، ﴿كِتَبٌ كَرِيمٌ﴾ ماذا ترون؟...