يتناول الشهيد مطهري ، وهو الفقيه والأستاذ والمفكّر والفيلسوف، الأبعاد العظمى للنهضة الحسينيّة بالبحث والدراسة في كتابه «الملحمة الحسينيّة»، كاشفاً عن مضامينها السامية ومعانيها الخالدة، مسلِّطاً الضوء على دافعها وأهدافها، كاشفاً زيف ما لحِق بها من تشويه ليحفظ جوهرها وأصالتها.
كتاب «الملحمة الحسينيَّة»، للشَّيخ الشّهيد مرتضى مطهّري، يتكوَّن من ثلاثة أجزاء، ويضمّ أهمّ الأفكار والتحليلات الّتي صاغها الأستاذ مطهّري حول النهضة الحسينيّة، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات الّتي ألقاها في مناسبات عديدة، وقد تمّت طباعة الكتاب في إيران اكثر ٣٤ مرّة.
في الجزء الأوّل من الكتاب، يتحدّث مطهّري عن التحريف في سرد واقعة كربلاء، محذِّراً من جملة الانحرافات الّتي أُدخلت عليها؛ لما لذلك من أثر سلبيّ في الأمّة، لجهة الارتباط الأصيل بهذه القضيّة ومعانيها.
ويدعو الشهيد مطهّري إلى تصحيح النظرة في التعاطي مع المجالس الحسينيّة، وجعلها مناسبة لبناء الذات والوعي، وتأصيل الشخصيَّة، عبر استلهام ما تحمل من عِبر ومواعظ تخاطب العقل والشعور.
وفي الجزء الثّاني من الكتاب عرضٌ لقضيّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في النّهضة الحسينيّة، والشعارات الأساسيّة الّتي قامت من أجلها، وأهميّتها في تحريك الواقع واستنفاره.
أمّا في الجزء الثالث، فيتناول السيرة الحسينيّة من الناحية التاريخيّة، ويعتبر أنَّها من أهمّ الحوادث الموثَّقة سنداً، على الرغم من مرور 14 قرناً عليها، ويستغرب بالتالي عدم تعامل بعضهم معها بالشّكل العلميّ والموضوعيّ، على الرغم من وثاقة نقلها.