لقد تضمن كتاب "بعد هابرماس، النظرية النقدية لم تقل كلمتها الأخيرة " لأكسندر نويمان مقاربات فلسفية وسوسيولوجية حول النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، وبخاصة بممثل الجيل الثاني لهذه المدرسة الفلسفية، السيوسيولوجي والفيلسوف الألماني يورغن هابرماس. الجدير بالذكر بهذا الصدد هو أن مقاربة ألكسندر نويمان لهابرماس تندرج في هذا الكتاب ضمن المساءلة النقدية لأعمال هذا الأخير بغية بيان نقائصها ومحدوتيتها، فيما يتعلق بالعديد من القضايا والمسائل المرتبطة بموروث النظرية النقدية الأولى، كمهوم الحداثة ونق الرأسمالية الجديدة والديمقراطية التداولية والأمراض الاجتماعية والفضاء العمومي ونظرية الفعل التواصلي، وعلاقة النظرية بالممارسة. وهذا بغرض تحيين الأفكار والطروحات التي تبنتها النظرية النقدية الأولى، التي لازالت تكتسي طابعاً راهنيا، لاسيما في ظل الليبرالية الجديدة والعولمة، لاسيما أننا نشهد اليوم أزمة رأسمالية عالمية كان لها تداعيات على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. لذلك أكد ألكسندر نويمان ضرورة العودة إلى النظرية النقدية الأولى، لأننا في حاجة اليوم إلى هذه النظرية لمواجهة مختلف التحديات والأزمات والمضائق التي يعرفها العالم اليوم. ولتحقيق هذا الغرض عمل ألكسندر نويمان على إعادة بناء النظرية النقدية انطلاقاً من مساءلة البراديغما لهابرماسي ومقاربته النقدية لنظرية الفعل التواصلي، حيث توصل إلى قناعة فلسفية راسخة مفادها أن براديغم التواصل لم يعد كافياً لتفسير النزاعات والصراعات الاجتماعية التي تعرفها الفضاءات العمومية، في ظل هيمنة المنظومة الاقتصادية الرأسمالية الحالية والعولمة الكونية، لاسيما أن هذا البراديغم لم يحمل على محمل الجد هذه النزاعات والصراعات التي أصبحت تتسم بالطابع الراديكالي.
Share message here, إقرأ المزيد
بعد هابرماس : النظرية النقدية لم تقل كلمتها الأخيرة