يقدّم كتاب "تفتيت الشرق الأوسط: تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي" قراءة تحليلية ناقدة لتاريخ التدخلات الغربية في المنطقة، مسلطاً الضوء على الآليات التي استُخدمت لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية والاجتماعية عبر القرنين التاسع عشر والعشرين، من الاحتلال العسكري المباشر إلى أدوات النفوذ الحديثة القائمة على الهيمنة الاقتصادية وصناعة التبعية. يستعرض الكتاب محطات مفصلية مثل انهيار الدولة العثمانية، وحروب البلقان، والانتدابات، وتأسيس الكيانات الحديثة، ثم تمدد النفوذ الأميركي بعد الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى حروب الخليج والعراق. ويعتمد المؤلف على أرشيفات ووثائق سرية ومذكرات رسمية وشهادات عيان، مقدماً سرداً تاريخياً مدعماً بالأدلة حول كيفية صناعة الفوضى وتعميق الانقسام في العالم العربي، ومبيناً الآثار البعيدة المدى التي خلفتها السياسات الغربية في بنية المنطقة وواقعها المعاصر.