في هذه المجموعة الشعرية تبدو الشاعرة العراقية "جوهرة طه" صانعة تحف فنية حيث الرمز الحرفي، والمعاني المضمرة، والشحن الإنساني العميق، فرسائل شاعرتنا تلامس هموم القلب. والوطن، وذكريات الطفولة، وعنفوان الشباب. أليست هي القائلة:
"أنا أرفض سطوة الآخرين/ على ضميري/ أنا لن أكون غيري/ هِيَ، وهُوَ، وهُمْ/ بعيدون كل البعد عني/ ويجهلون دربي/ أعطيت الشعر قلمي/ ولن أسترده منه/ لأنه أهل لثقتي/ إنه الصدق..." ولا غرابة أن تتخذ الشاعرة من الشعر وسيلة لفهم الذات ومعاناة الإنسان وتضميد جراحه. فالعراقي يجيد الإبداع لأن حجم حريقه الروحي والنفسي هائل ولهذا فالشعر عنده روح الحياة...
في قصيدة بعنوان (ألم) تقول جوهرة:
"خلا المكان يا عيني فابكي... وارْخِي ستار الحزن واعتصمي... صوتي الشريد يريد أن يعصف... وقلبي أعنفهُ كي يحقد... فيبكي ويقول لا أعرف (...)".
يضم الكتاب أربعة وعشرون قصيدة في الشعر العربي الحديث نذكر من عناوينها: "أبكينا الشمس"، "وكان الفراق"، "حبيبة رمادية"، "سواء!!"، "جنة الدنيا"، "درب الآلام"، "تخليت"، "حروف الفرحة"، "أرفض"... إلخ.