تسكُننا بعضُ المشاعر والأفكار، قد تكونُ طاعنةً للخاصرة، تقضُّ ‏في دواخلنا أسِرّةَ النّومِ والسّكينة، وبالرّغم من ذلك، فإنَّ دواخلنا ‏تغشاها احترامات لتلك الأفكار وتلك المشاعر المتوقّدة، نتمنّى من ‏أحدٍ أن يتبنّاها؛ لأنّها لنا روحاً ولقلوبنا بوحاً.‏ الموتُ في الضّفةِ الأخرى ينتظرُ قدومنا إليه، ونحنُ نخشى أن ‏نُخلِّفَ تلكَ الأفكارَ يتيمةً لم تجدْ لها مُتبنِّياً، لذا نحاولُ أن نجدَ لها دارَ ‏رعايةٍ حتّى تنمو من بعدنا، فتصنعَ مدينةً فاضلةً نحلمُ بها جميعاً.‏ وعلى تِيجانِ أوراقِنا نكتبُ، بدمِّ قلوبنا أفكارَنا الحالمة؛ لنتركها من ‏بعدِنا بذورَ التّغيير، فلعلَّ أمطارَ المكرماتِ تسقيها، فتنمو ويتظلّل تحتَ ‏أشجارِها الجيلُ القادم، جيلاً لا يرضى إلّا أن يعيشَ كريماً ويموتَ ‏كريماً.‏