نصاً... شعرياً وذاتاً إنسانية عالية الهمة... وانتساباً جغرافياً وتاريخياً ومهاداً حضارياً، وأيضاً... كائن مشتبك بالرموز هو – فعلاً – مراد السوداني. كأنما هو بمكتوبه الشعري العامر بالاندهاش بكائنات الطبيعة منذ "دير السودان" وأهواء البشر ... وهبوب الروح للدفاع عن "الرهافة الذوقية" و"الحس الجمالي" و"الحب" و"الحق" و"الحرية" التي ستبقى كما كانت دائماً معلقة الأحرار والحرائر الأبدية. يوفر لنا السيد الشاعر الشاطر شخصاً ونصاً فرصة من الفرص النادرة لمعاودة التفكير اللاامتثالي في "الشأن الشعري". فلسطين بوصلة الشاعر العاطفية ... فلسطين – في ذهني وذهن السيد الشاعر مراد السوداني – ليست شأناً سياسياً فقط، واقتصادياً فقط، ومصرفياً صرفاً فقط، وإنما هي قبل ذلك وبعد ذلك ... إشكالية جمالية ... عامة وشعرية تحديداً ... بالمعنى الحرفي – الاشتقاقي لكلمة الشعر (العلم والمعرفة والتعرف على الذات الخصوصية والذاكرة والحس والرهافة والتقدير العالي للذات الاعتبارية الجامعة للجماعة). الاستقلال.
سليم دولة/ فيلسوف التدقيق والتحقيق - تونس