من يتأمّل في صفحات السيرة النبويّة يجد أنّ الحديث عن اليهود قد انتهى في السنوات الأخيرة من العصر النبوي حيث اختفى هذا العنصر من الوجود وطويت صفحته ولم نجد أيّ حديث عنه في فترة الخلفاء ولا في أيّام الأمويين ولا العبّاسيين بل ولم يعرف لهم ذكر حقيقيّ إلّا في أيام صلاح الدين الأيّوبي مع وزيره موسى بن ميمون الذي كان لاعبا رئيسيّا في بلاط هذه الدولة!
هذا الغياب التاريخيّ عن الساحة يجعلنا أمام سؤال مهمّ للغاية: هل من المعقول أن يكون اليهود قد رفعوا الراية البيضاء وخضعوا لسلطان المسلمين ولزموا كنائسهم وبيعهم دون أيّ دور يذكر؟!