تتجلى الهوية العراقية في بريق أعلام المهاجرين الملونة التي رفرفت فوق رؤوسهم، أثناء ترحالهم صوب بساتين النخيل ومدن الجنوب الشامخة بقصورها، وعظمتها المتمثلة بروح ثقافتها النورانية الأصيلة المتجذرة في شعوبها القديمة حيث سار التاريخ في أعين السومريين وفقاً لقرارات إلهية، كانت أشبه بنهر من الأقدار، مثل زمانه الجاري مياه نهري دجلة والفرات الشاهدين والمشمولين في مسرح أحداثه الأرضية التي ألمت بسكان الجنوب العراقي.
أما البحث في مسألة الوجود. الموت. الخلق، وكشف الكون الشاسع، مسألة لا تقف عند حد. فقد اعتقدت الشعوب القديمة بوجود آلهة مسؤولة عن وجود الكون وخلق الكائنات الحية، والتحكم بساعة موتها وتقدير مصائرها. وهذا مبعث للرهبة والدهشة والامتنان. ومن البديهي أن تكون هذه الآلهة مصدراً للقيم الأخلاقية، فكلمات الآلهة كانت دين تؤسس عليها دساتير حكومات الشعوب القديمة.
في هذا الكتاب نتابع كيف عالجت المعتقدات القديمة بالتدرّج وصولاً إلى الديانات الإبراهيمية مشكلة الموت والخلق، وكيف نظمت حياة العلاقات الاجتماعية في حضارتي سومر وبابل.
Share message here, إقرأ المزيد
عظمة الهوية الثقافية العراقية