عبر تعابير حسية واضحة ومكتوبة بيسر تشرح الشاعرة العنوان الجميل والدّال لمجموعتها، وتوضح أمرين متلازمين: ماهية "الأشياء العادية" من جانب، وكيف تمعن في الإنسان من جانب آخر! إن الأكثر التصاقاً بنا، هي الأشياء التي نشعر معها بنوع من الحميمية على الرغم من خذلانها لنا وتأثيراته المحبطة علينا: الوحدة، الغربة، الحنين، الشّك، الحب الذي يولّد الألم، وسواها... هذه "الأشياء العادية" هي ما تمنح حياتنا معنى، هذا المعنى هو ما تقترحه الشاعرة على مدار ديوانها هذا، وعليه يمكن أن تكون قصيدة أصالة لمع هي قصيدة المعنى، على الرغم من القلق والشّك اللذين يساورانها أحياناً، أو بسبب ذلك القلق والشّك.
هذه "الأشياء العادية" هي في حقيقة الأمر ما يُمعن فينا، ليس لأنها أفكار يجب أن نفكر فيها فحسب، بل ليس لأنها أفكار قابلة للتفكيك والمجادلة أصلاً، بل لأنها ما يصنعنا حقّاً، إنها ممعنة فينا إلى درجة أنها تعيش معنا يومياتنا بكل ما فيها من حزن وانكسار وهزائم وفرح ضئيل، حتى أننا لا يمكن أن نتجاهلها، ولو تقصّدنا ذلك.
تلك مقولة من أكثر المقولات بروزاً في ديوان "فيما تمعن فيك الأشياء العادية".