هذه ليست رواية فحسب، بل ملحمة أدبية كبرى عن قرية ابتلعها النهر وبقيت حيّة في الذاكرة. نصٌّ يزاوج بين السخرية والحنين والشعرية، يحوِّلالمأساة الفردية والجماعية إلى أدب خالد يتجاوز حدود المكان والزمان.

منذ صدورها عام 1988، اعتُبرت تحفة في الأدب الكاتالاني والإسباني، وحصدت أهم الجوائز: جائزة جوان كريكسيلس، جائزة مدينة برشلونة،جائزة نقد “سيرا دور”، وجائزة مؤسسة أصدقاء الفنون والآداب في ساباديل، كما بلغت النهائيات في الجائزة الوطنية للآداب.

تبدأ الرواية بمشهد انهيار أحد منازل “منحدر حدوة الحصان” عام 1970، في لحظة ترمز لانطفاء البلدة بأكملها. ومن خلال شبكة من الأصواتوالشهادات والذكريات، يعيد مونكادا بناء عالم “مكِينينسا”: شوارعها، مناجم الفحم، عائلاتها الكبيرة، الحرب الأهلية الإسبانية وما خلّفته منانقسام، وصولاً إلى الغرق النهائي تحت مياه السدود.

هذه الرواية هي نشيد وداع لبلدة كاملة، ولذاكرتها، ولزوالها، ولحنينها. مونكادا يخلّد "مكّينينسا" بالحكايات، ويجعلها رمزاً لأي مكان يُمحى منالخريطة لكنه يظلّ حيّاً في وجدان أهله.

وبهذه الرواية تحديداً، رسّخ مونكادا مكانته كأحد أبرز الأصوات السردية في أوروبا المتوسطية، وترك نصاً يُقرأ بوصفه رثاءً شعرياً لعالم مندثر،وشهادة أدبية كبرى على مقاومة النسيان.