القرابين والنذور هما العنوانين البارزين اللذين يأخذان حيز الأولوية بعد العبادات لكافة الأديان السماوية وحتى المعتقدات التي لا تدين بالوحدانية سواء أكانت إجتماعية أو شخصية فإنها لا بد وأن تعطي الأهمية لهاتين الشعيرتين... وقبل الإسلام كان العرب وقوميات أخرى في الغرب، كانت القرابين تقدم للآلهة أما لتعظيمها أو لطلب رضاها وأيضاً لدفع الضرر من غضب الإله أو الطبيعة، فعذراء النيل ليست ببعيدة عن هذا المفهوم في حضارة من أرقى الحضارات التي عرفها التاريخ كانت تهدى الفتاة البكر الجميلة للنهر حتى يقر ولا يفيض من الغضب.
وما يهمنا في بحثنا هذا هو موضوع القرابين اليهودية، أنواعها ومراسمها وإستحقاقاتها، حيث تجد أن للكهنة والمعبد وللفقير وحتى للأسرة الناذرة نفسها نصيباً من هذه القرابين وخصوصاً نصيب الكاهن الذي لا يقبل النقص أو التشويه...
يقدم الكاتب مجموعة الفتاوى الأساسية "المشنا" من دون شروحاتها "الغمّار"، وحسب أجزاء "سدروت" التلمود الذي احتضن المشنا قبل ظهور أحبار الشروحات وأهل الرأي، بل قبل عصر كتابة المشنا الشفوية.