في هذه المجموعة، يواصل رجب رحلته في تأمل الزمن والمدينة والذاكرة، تتحرك لغة رجب في هذه المجموعة بين الحلم والواقع كما لو كانت تحاول الإمساك باللحظة وهي تتفلت من بين أصابعه.
قصيدته ليست خطاباً شعرياً بقدر ما هي تجربة حسّية، يلتقي فيها الماء بالظل، والعاشق بالمدينة، والذاكرة بما تبقّى من النهر. إنها كتابة تبحث عن المعنى في فوضى الحياة، وتحوّل التفاصيل اليومية إلى أسئلة وجودية.
نقرأ في المجموعة:
"ماذا أكتب في هذا الوقت؟
تركت شلال أفكاري يجري...
توقفت قليلاً، أنظر إلى النبع
ثمة طائر هناك
يحلق على شجرة الوقت..
يراقص شعاع العمر..
و يسرق فرحة مخبأة في جوف القدر
ثمة أعذار/ لصوص
روتين/ شرطي نائم،
ونسيت النهر خارج الوادي.
حكاية ونَصّ بلا حروف
يمشي على الظل، ظل الحياة المنسية في دخان المدينة التي سرقت الجميع
ونسيتها
متى آخر مرة رأيت النهر؟
عندما شاهدت آخر عاشق ينتحر
كيف تسير المركب
بقبلات العاشقين..
ذكريات الفارين من الفارين؟
هؤلاء الذين وجدوا الحب
وسرقهم ظل المدينة".
بهذا الحسّ، يقود علي رجب قارئه إلى عوالم غريبة وأليفة، تُشبه المدن التي نسيناها في داخلنا، وتُشبهنا حين نغادر أنفسنا.
Share message here, إقرأ المزيد
كل الأشياء الغريبة