يُعَدّ لسان العرب لأبي الفضل جمال الدين ابن منظور من أعظم معاجم التراث العربي وأوسعها مادّةً وجمعًا، فقد اجتهد مؤلفه في توحيد أهم أصول المعاجم اللغوية الكبرى، فضمَّ ما تفرّق في تهذيب اللغة للأزهري والمحكم لابن سيده والصحاح للجوهري والنهاية لابن الأثير وغيرها، فصار مرجعًا شاملًا تتكامل فيه الألفاظ ومعانيها وشواهدها من القرآن والحديث والشعر وكلام العرب. امتاز ابن منظور بإعادة ترتيب المواد اللغوية وتبويبها بطريقة ميسّرة تُقَرِّب المعنى وتسهّل البحث، مع الحرص على ضبط النصوص وتمييز الأصول عن الزوائد، دون ادعاء سماع أو استدراك شخصي، بل جامعًا وموثقًا لما نقله الأئمة قبله. ولد صاحب الكتاب سنة 630 هـ في إفريقية، واشتهر بثقافته الواسعة واشتغاله بالأدب والنحو والتاريخ، واختصر مئات الكتب المطوّلة، حتى غدا لسان العرب أثره الأكبر وأشهر نتاجه، ومن أهم المعاجم التي لا يستغني عنها باحث في اللغة العربية حتى اليوم.
Share message here, إقرأ المزيد
لسان العرب - فني