هذه رواية عن كاتب أراد أن يدرس التاريخ، إلا أن والده نصحه بدراسة التجارة التي “تُطعم خبزاً”. لكنه في كلية التجارة، قرّر أن يصير شرطياً وصار، وظل لـ 19 عاماً. هنا، يتعرف القارئ على عالم غريب وعجيب قلما تناولته الرواية، اللبنانية خاصة، والعربية عامة، بما يتضمنه من مظالم وجرائم وحزن وقهر وخوف، وكذلك من هيمنة قوى سياسية وطائفية عليه. علاقة الكاتب (الشخصية الرئيسة) في هذه (الرواية السيرية)، بالكتب والثقافة، أهّلته ليتعرف على المجتمع اللبناني أكثر فأكثر، وعلى القوى السياسية والطائفية التي تحكم لبنان وتتحكم فيه أكثر فأكثر. لذا، تكشف الرواية عن عالم مجهول يبدو وكأنه سرّي، على الرغم من أن الجميع يعيش فيه، وعلى الرغم من علانيته، إلا أنه عالم مغطّى بطبقات كثيفة من روايات السلطات وإعلامها.
بلا إطناب لغوي، ولا عرض إمكانات بلاغية، وعبر سرد رشيق ومثير، يكتب فوزي ذبيان رواية سيرة غنية ومتنوعة وشاقّة لشرطيٍّ في مؤسسة “قوى الأمن الداخلي” في لبنان، لتكون هذه الرواية هي اللحظة التي يُعلن فيها الكاتب تحرره من تلك المرحلة بكل ما فيها، وينحاز بشكل كامل للكتابة، معبّراً عن ذلك بقول ذي دلالة يختم فيها سيرته: “أنا الدَّرَكي الشقي الخجول الفظّ المضطرب، لم أرَ لي علاجاً في رحلتي الدَّرَكية الطويلة إلّا الكلمات، الكلمات، الكلمات...”.
Share message here, إقرأ المزيد
مذكرات شرطي لبناني