يقدم أورويل في مزرعة الحيوانات رواية رمزية تحذيرية تُظهر كيف تُغري الشعارات الجميلة كالعدالة والمساواة المجتمعات، لكنها تنتهي في كثير من الأحيان إلى الطغيان والاستبداد. بأسلوب ساخر وعميق، يروي أورويل قصة حيوانات تتمرد على صاحب المزرعة وتُحاول بناء مجتمع عادل، لكنها تُعيد إنتاج الاستبداد ذاته.
“كل الحيوانات متساوية، لكن بعض الحيوانات أكثر مساواة من غيرها.”
يُعامل صاحب مزرعة صغيرة الحيوانات بقسوة، لذلك تنتفض الحيوانات في ثورة شجاعة. تطرد الحيوانات الإنسان تحت شعارات مثل “العدالة للجميع” و”العمل الجماعي”، وتبدأ في بناء نظام جديد يُحكمه مبدأ “الحيوان فوق كل اعتبار”.
ومع ذلك، سرعان ما تظهر الفجوة بين الشعارات الجميلة والواقع المرير. تسيطر الخنازير، القادة الجدد، على السلطة وتعيد إنتاج استبداد أشد قسوة من سابقه. وهكذا تتحول الثورة إلى ديكتاتورية جديدة، ويُسحق الحلم الذي أطلقت الثورة في بدايتها.
يستخدم أورويل الحيوانات كرموز لشخصيات سياسية حقيقية،خصوصًا في نظام ستالين بالاتحاد السوفيتي. فمثلاً:
نابليون يمثل ستالين.
سنتر يمثل تروتسكي.
الحصان بوكسر يمثل الطبقة العاملة.
تُظهر مزرعة الحيوانات أن القصة ليست مجرد حيوانات تُغير نظام مزرعتها، بل هي مرآة تعكس واقعنا البشري. تحذرنا من أن التغيير دون وعي قد يكون أخطر من الاستمرارية.
بالتالي، تُعتبر الرواية تحفة أدبية سياسية لا تشيخ، وقراءتها ليست خيارًا، بل ضرورة لكل من يؤمن بالحرية، ويسعى نحو العدالة، ويراقب مسيرة التاريخ.
Share message here, إقرأ المزيد
مزرعة الحيوانات