يمكن استعارة ميلان كونديرا، للقول بأن رواية يوسف عيشان هذه، هي "كتاب للضحك والنسيان"، يأخذنا إلى ذلك العالم الطفولي الخصب الذي تدور فيه الأحداث، بكل مفارقاته ومرحه وكائناته التي لا تحتمل خفتها، ويمكن استعارة نيتشه بتصرف للقول بأنها شكل ما من أشكال "الحكمة المرحة"، التي يسخر فيها النص بذكاء وشجاعة فكرية من تلك الصور المتجهمة الراكدة التي يرسمها المجتمع لنفسه، ومن الحياة الصعبة التي لا يرشح منها سوى الألم، ويفتح باباً للسر يفضي إلى ذلك "الهامش" المدهش، الذي يبدع فيه المسيحي العربي الأردني ملحمة وجوده البسيط والثري في آن، ليس بوصفه ملحقاً غريباً، بل بوصفه امتداداً عضوياً لا انفصام له عن جسد مجتمعه.
Share message here, إقرأ المزيد
ملحمة علهامش