يأتي هذا المرجع ليسد فراغاً في المكتبة بتقديم جامع عصري للقضايا الفقهية كما رواها وفهمها الخليفة عمر بن عبد العزيز (ت. 101 هـ)، التابعي الذي كان طالب علم نهم ورأى وسمع من الصحابة الكرام. يستهل المؤلَّف بـسيرة تفصيلية لـالإمام الزاهد، مُبرزاً إصلاحاته الجذرية ومنهجه في الحكم بالقرآن والسنة، مُستعيناً بـحصيلة علم من سبقه ومُشاورة كبار العلماء أمثال أنس بن مالك والزهري. ويُفصّل الكتاب مرجعية عمر في الأحكام، خاصة اقتداءه الشديد بجده عمر بن الخطاب، ولكنه يستعرض كذلك ستة وثلاثين مسألة انفرد فيها الخليفة الأموي بمخالفة رأي جده. أما الجانب الفقهي، فيتبنّى المؤلَّف تبويباً ألفبائياً مبتكراً للمسائل، حيث يقدّم لكل قضية بـتحديد دلالتها اللغوية والشرعية، ثم يسرد الأحكام المتعلقة بها من كافة جوانبها، مع تجنب الاستدلال أو المقارنة مع فقه الأئمة الآخرين، مُركّزاً بشكل خالص على تراثه الفقهي المستقل.