رواية نفسية فلسفية تتّخذ من الهذيان بوابةً لكشف الحقيقة، ومن تعدّد الأصوات أداةً لهدم اليقين وبناء وعيٍ جديد. تبدأ الرواية بحدث واحد ترويه مجموعة من الشخصيات، لكلٍّ منها عالمه، لغته، وتشوّهه الخاص.
مع تقدّم السرد، يبدأ القارئ بالشعور بأن شيئًا ممتعا يحدث… الأصوات تتناقض أحيانا و تتكامل أحيانا أخرى ، والحدث يبدو مرآة مكسورة مرة و مكتملة مرة أخرى .
هنا ينتقل النص إلى مستوى أعلى: في الفصل الخامس، يُكشف أن كل ما سُرد لم يكن سوى «رواية داخل الرواية»، كتبها المؤلف نفسه، الذي يخرج إلى العلن ليجادل النقّاد والمجتمع حول أثر الأدب وخطورته، وحول الحدود الضبابية بين الفن والجنون، و فجأة نراه يعيش بعض ما كتبه بروايته و يقارن الواقع بخياله .
لكن التحوّل الأكبر يحدث بعد حدث يدخل المؤلف في غيبوبة، فتنفصل روحه عن جسده، وتنتقل إلى فضاء رمزي حيث يقيم فرويد في قصر يمثل التحليل النفسي التقليدي، ومعه يونغ الذي يمثل الرموز والأحلام والجماعة البشرية. هناك يخضع المؤلف لمساءلة وجودية حول الكتابة، الوعي، اللاوعي، والعودة إلى الحياة.
تنتهي الرواية بمحاولة الروائي الخروج من الغيبوبة، دون أن يُحسم المصير… تاركة النهاية مفتوحة، كأن الوعي نفسه سؤال أكبر من أن يُغلق.
Share message here, إقرأ المزيد
هلوسات شرق أوسطية