-
/ عربي / USD
الرواية كفكرة خارجة عن التصوّر المألوف، وكطرح هي صادمةٌ ومنفّرة، لكن لا تخلو من عمق. إنّها تهزُّ الوجدان وتخلق بجانب ذلك جوًّا من الغموض والإثارة التي تبدأ شرارةً حتّى تشتعل وتتفاقم ولا تنطفئ إلا مع نهايتها. كما أنّها رواية تعتبر جريئة من الصنف الأول، وتصرخ بأسئلة نفسيّة، ويتم تطعيمها بنُتف من الفانتازيا، التي لا تنفي الواقع، أو تقزّمه، أو تخفّف من ثقله، وإنما تسير معه جنب إلى جنب في صورة تعاضدية تكامليّة.
هل فقدان الأمان في حياة المرء -الحجر الأساس والأول لهرم إبراهام ماسلو لبناء النفس- من الممكن أن يحفّز آلامًا من نوع آلام البطل؟ هذا ما تحاول الرواية أن تطرحه.
من أجواء الرواية: " لا يمكن لكلّ مرّةٍ يفتحُ فيها القبر أن يجد الميّت مثل ما هو قبل موته، طازجٌ وكأنّه للتو موضوعٌ في الفرن. لقد احترق جسمه برفض عنيف.
قبل أيّام من الآن فقط، كان في أحضان هذا الرجل. هو في هذه اللحظة بالكاد يتعرّف عليه. أصبح مروّعًا على نحو مثالي. قيحٌ تسرّب من سرّته المثقوبة. أطرافه لا بد أنّها انتفخت؛ لأنّها لم تكن بهذا الحجم القبيح من قبل. يده مثلًا الّتي هي أفضل ما فيه وكان يشبكها مع يده بالأصابع بإسلوب حميمي مشبوه، الآن أصبحت قنبلة. الأكيد أنّ هناك من نفخها بالهواء، لا بدّ أنّه الموت نفسه. إذن هذا ما يفعله الموت اللعين بالموتى؟ ها هو يستخرجه من القبر ويكتشفه مثل أحفورة سحيقة القدم. لم يعد كلامًا سطحيًّا في محرّكِ بحث، وإنما حقيقةٌ مطلقة ذات أبعاد يلمسها بيده ويشمّها بأنفه ويراها بعينيه المهزومتين."
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد