تطور القانون الدولي الحديث والعمل بقواعده حاجة ملحة للأمن والاستقرار منذ نشوء الدولة واستقرار شخصيتها القانونية، فالتحديات التي واجهها المجتمتع الدولي في جميع مراحل تطوره نتيجة للحروب التي شهدتها أوروبا إبان ظهور الدولة الحديثة، دعا الفلاسفة والمفكرين، ومنهم عمانويل...

تطور القانون الدولي الحديث والعمل بقواعده حاجة ملحة للأمن والاستقرار منذ نشوء الدولة واستقرار شخصيتها القانونية، فالتحديات التي واجهها المجتمتع الدولي في جميع مراحل تطوره نتيجة للحروب التي شهدتها أوروبا إبان ظهور الدولة الحديثة، دعا الفلاسفة والمفكرين، ومنهم عمانويل كانت وجيرمي بنثام وجان جاك روسو ومونتسكو وفولتير وغيرهم، إلى ضرورة إنشاء منظومة دولية تتولى حفظ الأمن والسلام وتعمل على استقرار المجتمع الدولي بأسلوب قانوني يختلف عن العلاقات السياسية والدبلوماسية القديمة قدم الأمم والشعوب، كالمراسلات والتفاوض وقواعد احترام الرسل وبعض ما اصطلح عليه من قواعد في الحرب والسلم.
هذه الأفكار تنمو وتتطور حتى وصل التنظيم الدولي إلى ما نحن عليه في عصرنا الحديث الذي تميز بتأسيس المنظمات الدولية الخاصة والعامة، فمنها ما اختص بشؤون معينة لخدمة الجماعة الدولية في العديد من المجالات، كمنظمة التربية والثقافة (اليونيسكو) ومنظمة الصحة العامة وهيئة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والوكالة الدولية للتنمية الزراعية أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من خصائص هذا الكتاب أنه يتناول السياق التاريخي لتطور القانون الدولي، آخذاً الحالة العراقية نموذجاً وذلك منذ الحرب العراقية الإيرانية حتى سنوات ما بعد الحرب الأميركية على العراق في العام ٢٠٠٣ ككل واحد، إنه يتناول هاتين المسألتين بشمول وإحاطة مهمة للباحثين في هذا الحقل.