شهدت خراسان في القرن السادس الهجري حركة فكرية شاملة، جذبت رجال العلم والفكر والأدب، من كافة أنحاء العالم الإسلامي، حتى أصبحت معظم مدن خراسان مثل: نيسابور، و مرو، وهراة، و بلغ، وطوس، وسرخس، وغيرها حواضر للعلوم، ولا سيما العربية وآدابها، والعلوم الإسلامية، وبرزت فيها طائفة...

شهدت خراسان في القرن السادس الهجري حركة فكرية شاملة، جذبت رجال العلم والفكر والأدب، من كافة أنحاء العالم الإسلامي، حتى أصبحت معظم مدن خراسان مثل: نيسابور، و مرو، وهراة، و بلغ، وطوس، وسرخس، وغيرها حواضر للعلوم، ولا سيما العربية وآدابها، والعلوم الإسلامية، وبرزت فيها طائفة كبيرة من العلماء من ذوي الأصالة والتقصي ممن تركوا دويّاً في دنيا البحث والدراسة.
في كتابها "الحركة الفكرية في خراسان .. في القرن السادس الهجري" تقدم الدكتورة منيرة ناجي سالم تراجماً لطائفة من حملة العلم والثقافة في المشرق الإسلامي وخراسان من بينهم المحدثون والفقهاء والمتكلمون والمناظرون والأدباء والخطباء والوعاظ والمفسرون والأطباء والصيادلة وغيرهم، كما تضمن الكتاب معلومات قيّمة عن المدارس، والمساجد، والربط، وخزائن الكتب الموجودة في خراسان، حيث كانت تدرّس فيها علوم العربية، وعلوم الشريعة الإسلامية، وعقدت فيها المجالس العلمية مثل: مجالس النظر، والإملاء، والتحديث، والوعظ والتذكير ...
وعلى هذا، انطوى الكتاب على مقدمة: موجز جغرافي لبلاد خراسان، يتبع ذلك خمسة أبواب وعدد من الفصول. جاء الباب الأول بعنوان: الصلات الفكرية والثقافية بين خراسان والعالم الإسلامي، فيما جاء الباب الثاني بعنوان: المؤسسات العلمية والدينية القائمة في مراكز الحركة الفكرية في خراسان، وخصص الباب الثالث: للمجالس العلمية والدينية في خراسان، أما الباب الرابع فعرض للعلوم النقلية: علوم القرآن، علوم الحديث، كتب المسانيد وغيرها، ويأتي الباب الخامس والأخير في العلوم العقلية والعلمية في خراسان وأثرها في الحركة الفكرية.