صنف المؤلف هذه الرسالة، للرد على من ادعى أن الإكثار في التعبد بدعة، غذ اطلع على أخبار تمنع عن التشدد في التعبد وآثار تنهي عن التمدد في الزهد، وهو ... الذي اطلع على مجاهدات السلف الصالح الذين اقترفوا كل حياتهم فلي الاجتهاد بالعابدة طلباً للحسنى والزيادة. لكنه لم يقنع بما اطلع...
صنف المؤلف هذه الرسالة، للرد على من ادعى أن الإكثار في التعبد بدعة، غذ اطلع على أخبار تمنع عن التشدد في التعبد وآثار تنهي عن التمدد في الزهد، وهو ... الذي اطلع على مجاهدات السلف الصالح الذين اقترفوا كل حياتهم فلي الاجتهاد بالعابدة طلباً للحسنى والزيادة. لكنه لم يقنع بما اطلع عليه من أخبار فوسع النظر فيها وبحث فيما حققه الشراح المحققون وما قاله الفقهاء والمحدثون، فوجد من بين هؤلاء من يدعو إلى الاجتهاد في ذلك ومن يدعو إلى الاقتصاد.
وقد هاله أن يجد فريقاً يقول إن قيام الليل كله وقراءة القرآن في ركعة وأداء ألف ركعة بدعة ضلاله ويحتج على ذلك بأحاديث في الكتب الصحاح. وقد أراد لمصنفه هذا أن يكون للخواص والعوام مقيماً البرهان على ما يورده من مسائل، معتمداً على ما ذهب إليه العلماء من ذوي التبحر والشأن. وقد رتبه على اصلين ومقصدين وخاتمة الأصل الأول في بيان أن ما فعله الصحابة والتابعون وتابعوهم ليس ببدعة، الأصل الثاني في ذكر طائفة من المجاهدين وجماعة من العابدين.
المقصد الأول في إثبات أن الاجتهاد في العبادة حسب الطاقة ليس ببدعة. المقصد الثاني في ذكر التطابق بين أحاديث المنع وبين رياضات أئمة الشرع. والخاتمة في بيان حكم ختم القرآن في التراويح في ليلة واحدة. وقد قام المحقق على خدمة نص الكتاب فقابل أحاديثه بمصادرها، ونصوصه بالأصول، وعزا كل حديث ونص إلى موضعه من مصدره وعلق حيث اقتضى الأمر ووضع فهارس تيسر الاستفادة من الكتاب.