يعتبر كتاب الصحاح للجوهري، محوراً للعديد من المؤلفات التي جاءت بعده، فتناولته بالاختصار، مثل: مختار الصحاح للفخر الرازي، أو بالتذييل، مثل التكملة ... والذيل والصلة لرضي الدين الصاغاني, وقد ذكر الصفدي في مقدمته، أنه رأى ما ألفه الهروي وابن حمزة من حواش على الصحاح، إلا أن هذه...
يعتبر كتاب الصحاح للجوهري، محوراً للعديد من المؤلفات التي جاءت بعده، فتناولته بالاختصار، مثل: مختار الصحاح للفخر الرازي، أو بالتذييل، مثل التكملة ... والذيل والصلة لرضي الدين الصاغاني,
وقد ذكر الصفدي في مقدمته، أنه رأى ما ألفه الهروي وابن حمزة من حواش على الصحاح، إلا أن هذه التأليف، كانت صغيرة، لا تلم بعثرات الجوهري، وأما التنبيه لابن بري، فقد نال إعجابه، فتراه ينقل عنه كثيراً في كتابه، إلا أن استدراكات ابن بري، كانت مسهبة، تجاوز فيها جمع الأوهام، إلى شرح الشواهد، أو تفصيل بعض المسائل الصرفية والنحوية المتعلقة بها، أو نسبة الشعر إلى قائله، عندما يجهله الجوهري.
أما نفوذ السهم، فقد تخصص في تحديد أوهام الجوهري وعثراته، ولم يتجاوز ذلك، وقد استخلص ذلك من تعليقات ابن حمزة والهروي وابن بري، وأضاف إليها عشرات الاستدراكات التي انفرد في إثباتها، مستعيناً بأقوال العرب وأشعارهم، وما ثبت في لغتهم، في أمهات المعجمات.
ولكي يتثبت الصفدي من نسبة الوهم للجوهري، قام بجمع العديد من نسخ الصحاح المعتمدة بخط الجوهري، وياقوت الحموي، وابن مزيز، وغيرهم، فتراه يقابل بينها، ويقول: رأيت بخط الجوهري، أو بخط ياقوات، وكأنه يختط لمن بعده، أساسيات تحقيق التراث العربي الإسلامي.