شارك هذا الكتاب
مجلس في فضل صوم يوم عاشوراء
(0.00)
الوصف
من بديع حكمة الله أن جعل لبعض الشهور فضلاً على بعض، كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض، وجعل ليلة القدر خيراً من ألف شهر، وأقسم بالعشر، وهي عشر ذي الحجة على الصحيح، وجعل لكل موسم وظيفة من وظائف طاعته، كالصيام، والزكاة، والحج، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام...

من بديع حكمة الله أن جعل لبعض الشهور فضلاً على بعض، كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض، وجعل ليلة القدر خيراً من ألف شهر، وأقسم بالعشر، وهي عشر ذي الحجة على الصحيح، وجعل لكل موسم وظيفة من وظائف طاعته، كالصيام، والزكاة، والحج، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات.

ومن الأيام العظيمة، التي لها في التاريخ حرمة قديمة، يوم العاشر من المحرم، ففيه استوت سفينة نوح عليه السلام على الجودي، وفيه نجى الله نوحاً ومن معه فيها من الغرق، وفيه أيضاً نجى موسى عليه السلام وبني إسرائيل من عدوهم فرعون، وجاء في بعض الروايات أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يصومونه، وأن اليهود تصومه، وورد أيضاً أن قريشاً كانت تعظمه، وتكسو فيه الكعبة، وأن أهل الجاهلية يصومونه.

ومن الوقائع التي وقعت في هذا اليوم حادثة مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه التي كانت يوم عاشوراء، في يوم الجمعة بعد صلاة العصر، سنة إحدى وستين من الهجرة بكربلاء من العراق. وقد نهى العلماء العارفون عن اتخاذ هذا اليوم مأتماً.

قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842هـ): وقد تغالى الرافضة في حزنهم لهذه المصيبة، واتخذوا يوم عاشوراء مأتماً لمقتل الحسين رضي الله عنه، فيقيمون في مثل هذا اليوم العزاء، ويطيلون النوح والبكاء، ويظهرون الحزب والكآبة، ويفعلون فعل غير أهل الإصابة، ويتعدون إلى سب بعض الصحابة...

هذا وقد روي في فضل هذا اليوم العظيم والحث على صيامه أحاديث كثيرة، فالصوم فيه مشروع، والعمل فيه أجره معظم، فطوبى لمن كان فيه من القانتين، وفوزاً لمن أقلع فيه فكان من التائبين، فهو يوم تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على آخرين.

وأما ما روي في فضل الاكتحال والاختضاب والاغتسال فيه فموضوع لا يصح.

وقد استشعر بعض العلماء أهمية التصنيف في بيان مكانة يوم عاشوراء وعظيم فضله، فأفردوا فيه مصنفات خاصة، منهم ابن أبي الدنيا وابن عساكر والسلفي.

ويعد هذا الجزء الذي بين يدينا له واحداً من تلك المصنفات، وهو من إملاء الحافظ الكبير أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري في يوم عاشوراء سنة 656هـ، وهو العام الذي توفي فيه، ساق فيه جملة من الروايات بسنده المتصل، ثم أتبعها بتعليقات مفيدة اعتنى فيها بعزو الأحاديث وتخريجها، والتعريف بالرواة، مع ضبط الأسماء المشكلة، وتحديد الأماكن والمواضع.

كما أنه جرى على عادة المحدثين في ختم مجالس الأمالي بحكاية أو شعر، فختم بإيراد أبيات لأبي محمد ابن السراج في مدح أصحاب الحديث، لذلك فهذا الجزء يكشف بجلاء عن منهج الحافظ المنذري في مجالس إملائه للحديث، بل يعطينا صورة عن مجالس الإملاء عند المحدثين في ذلك العصر، وهي مجالس عامرة بالفوائد، ومحافل جمة العوائد، كان للمحدثين بها اهتمام واضح بين، ثم تضاءل الاهتمام بها إلى أن انعدمت وزالت.

التفاصيل

 

سنة النشر: 2002
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 64
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 17x24
الوزن: 150g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين