ابن عربي، العالم الصوفي الذي شغله التصوف عما سواه من العلوم، فكان محوره الذي دارت عليه تآليفه جميعها، فدأب على صياغة معارفه وعلومه وتحويلها إلى مذهب يميزه عن المذاهب الصوفية الأخرى، وقد تفرد ابن عربي من بين جميع الذين ملك التصوف حياتهم بمسلك ملتزم، تمثل في كل قضية تعرض لها...
ابن عربي، العالم الصوفي الذي شغله التصوف عما سواه من العلوم، فكان محوره الذي دارت عليه تآليفه جميعها، فدأب على صياغة معارفه وعلومه وتحويلها إلى مذهب يميزه عن المذاهب الصوفية الأخرى، وقد تفرد ابن عربي من بين جميع الذين ملك التصوف حياتهم بمسلك ملتزم، تمثل في كل قضية تعرض لها وفي كل محاورة نشأت بينه وبين مؤيديه وبين من عارضوا مذهبه ونظريته. فالفكر والحالة هذه حيال مفكر يدفع نتاجه للوقوف وقفات طوال من التأمل والنظر فيما أفرزته فلسفته من أفكار.
وفي الكتاب وقفة أمام فلسفة ابن عربي وأمام نظرياته ومقولاته، اللواتي تبقى مدار بحث ودراسة من قبل كثيرين. وهي باعتبارها إرثاً ثقافياً تتميز بمناخية إبداعية، كانت وما زالت لها تأثيراتها لدى جمهور عريض، سواء تمثل ذلك في دائرة الطرق الصوفية أو خارجها. وهو ما دفع بالمؤلف إلى تقديم هذه الرسائل في هذا الكتاب باعتبارها أثراً من آثار ابن عربي وإحدى توقيعاته الهامة.