كيف تغذّت الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس من التراث الأوروبي المسيحي، وغذّته في آن معاً، تلك الحضارة الأندلسية التي تبقى فريدةٌ في تاريخ الإنسانية؟ فقد انتشر الإسلام بين الثلث الأوّل من القرن السابع ومنتصف القرن الثامن في مناطق أوروبية شملت معظم شبه الجزيرة...
كيف تغذّت الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس من التراث الأوروبي المسيحي، وغذّته في آن معاً، تلك الحضارة الأندلسية التي تبقى فريدةٌ في تاريخ الإنسانية؟ فقد انتشر الإسلام بين الثلث الأوّل من القرن السابع ومنتصف القرن الثامن في مناطق أوروبية شملت معظم شبه الجزيرة الإيبيريّة، وقسماً من فرنسا، ليبدأ تاريخ كونيّ سادة نسيجٌ حضاري واحد بين مختلف شعوب العالم المتوسّطي. يرسم كتاب "أوروبا الإسلاميّة - سحرُ حضارة ألفيّة" لوحةً بانورامية للتراث الإسلامي الثرّ الذي ما زال ماثلاً في بلدان أوروبا التي كانت تُعرَف بالأندلس، والمتمثّل في الفنون من عمارة ورسم ونحن وموسيقى وغناء وفنون الطعام والشراب، وفي الكتب العربية المترجَمة إلى لغات أوروبية شتّى في مختلف ميادين العلوم التي كانت تُدرَّس بالعربية في الجامعات الإسلامية الأندلسية؛ ويبيّن بالمثل الحيّ والتحليل العلمي كيف اندمج الفنّ العربي الإسلامي بالفنون الأوروبية المسيحية، ليشكّل ثمرة مشتركة بين الثقافتين، فيُعيد هذا الكتابُ تباينّها ويُخرجِها إلى العلن من جديد، بعدما عَمِلت على طمسِها تقلّبات الزمن وأحداثُ الصراعات.