شارك هذا الكتاب
لماذا يشتعل العالم العربي
الكاتب: هاشم صالح
(0.00)
الوصف
لماذا أقول كل هذا الكلام؟... لسبب بسيط جداً، وهو أني غير مقتنع بأن المثقفين العرب استبقوا على الإنفجار ‏الهائل للواقع العربي الراهن، كل هذا الحريق المشتعل لم يخطر على بالهم ولو للحظة واحدة، كانوا في وادٍ ‏والواقع في وادٍ آخر، أعمتهم الأيديولوجيات والشعارات الطنانة...

لماذا أقول كل هذا الكلام؟... لسبب بسيط جداً، وهو أني غير مقتنع بأن المثقفين العرب استبقوا على الإنفجار ‏الهائل للواقع العربي الراهن، كل هذا الحريق المشتعل لم يخطر على بالهم ولو للحظة واحدة، كانوا في وادٍ ‏والواقع في وادٍ آخر، أعمتهم الأيديولوجيات والشعارات الطنانة الرنانة عن رؤية الواقع كما هو ثم بالأخص ‏أعمّتهم عن الإستباق على الإنفجار الكبير القادم، كانوا غاطسين في الأدلجات العمياء ولذلك لم يروه ولم ‏يستقبوا عليه، بل إنهم فوجئوا به فجأة كاملة، هناك لحسن الحظ بعض الإستثناءات من كبار الشعراء ‏والمفكرين.‏ ‎

‎ ولكن بشكل عام فإن المشكلة التراثية غابت عن الأنظار ولم يهتم بها أحد حتى انفجرت مؤخراً وأحرقت ‏الأخضر واليابس، نقول ذلك على الرغم من أنها المشكلة رقم واحد للعصر، وأقصد بها مشكلة الطوائف ‏والمذاهب واشتعال الحروب الأهلية والمجازر، كانوا يعتقدون أننا تجاوزنا الطائفية في حين أننا قفزنا عليها ‏فقط أو دفنا رؤوسنا في الرمال كالنعامات لكيلا نرى خطرها الماحق.‏ ‎

‎ لم نتجرأ على مواجهتها وجهاً لوجه كما فعل فلاسفة الأنوار في أوروبا، لم نتجرأ على أن نحدق بها عيناً بعين ‏كما يفعل المثقف الناضج المسؤول، فكيف يمكن أن تتجاوزها من دون أن تواجهها وتنقدها وتشرحها بل ‏وتشرِّحها؟...‏ ‎

‎ وأتذكر أني عندما كنت أتحدث عن هذا الموضوع مع بعض المثقفين العرب في باريس كانوا يبدون دهشتهم ‏بل ويستغربون إيلاء كل هذه الأهمية للموضوع، كانوا يعتقدون أنه موضوع ثانوي جداً، فإذا به بعد عشر ‏سنوات فقط أو عشرين سنة يصبح الموضوع المركزي بإمتياز: إنه موضوع المواضيع، كانوا يتوهمون أننا ‏تجاوزنا المشكلة الدينية كلياً بعد البعث والناصريّة والماركسية والشيوعية وكل الحركات التقدمية، وبالتالي ‏فقد أصبحت خلفنا ولا داعي لتضييع الوقت فيها.‏ ‎

‎ ونظراً لإنعدام الوعي التاريخي أو الحس التاريخي لدى معظم المثقفين العرب فإنهم كانوا يعتقدون أن وضعنا ‏مطابق لوضع المثقفين الفرنسيين أو الأوروبيين لمجرد أننا نعيش في نفس العصر ونفس اللحظة التاريخية: ‏شهر نيسان / إبريل 2018.‏ 

‎ وبالفعل فإن مثقفي فرنسا وعموم أوروبا تجاوزوا المشكلة التراثية المسيحية، وتالياً تجاوزوا الطائفية كلياً، ‏ولكننا كمثقفين عرب ما كنا ندرك أنهم لم يتجاوزوها إلا بعد أن عاركوها وعركتهم حتى العظم، وإلا فما ‏معنى معارك فولتير وديدرو وجان جاك روسو وكانط وبقية فلاسفة الأنوار الكبار؟...

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789933635336
سنة النشر: 2020
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 436
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21
الوزن: 540g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 4-8 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين