أمضى مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون معظم أيامه في البيت الأبيض على تواصل شبه يومي مع الرئيس، وهو عمل من قبل في إدارة الرئيس ريغان، وبوش الأب وبوش الابن. يقدم إلينا في هذه المذكرات، الأكثر شمولية وجوهرية لإدارة ترامب، عرضًا دقيقًا لأيامه في المكتب البيضاوي وفي محيطه. وقد أذهله ما رآه من رئيس لا تتعدّى قراراته رغبته في التمسك بمنصبه لولاية ثانية، حتى لو كان ذلك على حساب تعريض الدولة للخطر، أو إضعافها.
يكشف الكتاب الكثير من أسرار "المطبخ" الداخلي لإدارة ترامب، وموقفه من قضايا دولية حساسة ومُعقّدة وطريقة تعامله غير الاعتيادية معها، خصوصًا مع إيران وأردوغان والأسد، وقضية خاشقجي، وعلاقته ببن سلمان. بالإضافة إلى سياسات ترامب المتذبذبة في الشرق الأوسط، فقد اقترح على قطر والسعودية والإمارات دفع خمسين في المئة من نفقات قواته مقابل التدخل في سوريا، وعندما تملصوا من اقتراحه، سحب قواته. يشير أيضًا إلى علاقات ترامب بالصين وكوريا الشمالية، وملفّات دولية أخرى. وهو بحسب الكاتب، لم يكن يعلم مثلًا أن بريطانيا قوة نووية!! وكان يظن أن فنلندة جزء تابع لروسيا، وكان على وشك الانسحاب من حلف الأطلسي!
من الاضطرابات في فنزويلا، إلى مناورات رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلى المواجهات في قمم مجموعة الدول الصناعية السبع (G7)، والدفع الذي تقوم به إيران باتجاه الحرب، والأزمة السعودية، والخطة المجنونة لجلب طالبان إلى كامب ديفيد، واسترضاء الصين. مشاهد رصدتها عينا موظّف كان من المطلعين على هذه الأحداث من أقرب ما يمكن، ووردت على لسانه.