لقد حظيت التربية الخاصة باهتمام في العقود القليلة الماضية أسوة بالتطوّر والاهتمام الذي رافق التعليم النظامي فصار الاهتمام منصباً على قضايا حيويّة وحساسة كان لها أثر كبير واضح على ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم كدمج المعاقين وتوفير فرص عمل مناسبة لهم وسن القوانين والتشريعات...
لقد حظيت التربية الخاصة باهتمام في العقود القليلة الماضية أسوة بالتطوّر والاهتمام الذي رافق التعليم النظامي فصار الاهتمام منصباً على قضايا حيويّة وحساسة كان لها أثر كبير واضح على ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم كدمج المعاقين وتوفير فرص عمل مناسبة لهم وسن القوانين والتشريعات التي تضمن ذلك، ناهيك عن التركيز على برامج التدخّل المبكر وتوفير الكشف المبكر وبالتالي الحد من انتشار الإعاقة والتقليل من التبعات والضغوط النفسيّة والاقتصاديّة على الفرد والأسرة والمجتمع. فلقد شهدت العقود الماضية اهتماماً حقيقياً بتعليم ذوي الإعاقة في الأوضاع التعليميّة العاديّة طالما كان ذلك ممكناً، أو في بيئة تعليميّة قريبة من البيئة التربويّة، ولعل هذا الاهتمام هدفه تزويد الفئات الخاصّة بالظروف والفرص والبرامج التي تشبه إلى أكبر حد ممكن تلك المتوفرة للجميع في المجتمع، وقد برز هذا التوجه كرد معل مضاد للمارسات التي سادت عدة عقود والتي تمثلت بعزل ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات داخليّة في أماكن نائية، ونتج عن هذا التوجه ما يعرف بالدمج.
ولقد زخرت المكتبة الأجنبيّة بالعديد من المؤلفات والمراجع الهامة التي واكبت هذا التطوّر في حقل التربية الخاصة على مستوى المفهوم والسبب وطرق العلاج والبرامج الوظيفيّة النابعة من قدرات الأفراد ذوي الإعاقة والتكنولوجيا المساندة وتوفير فرص التعليم الملائمة أسوة بالعاديين.
ولم تكن التشريعات والقوانين والبرامج في الوطن العربي بمعزل عن هذا التطوّر، فقد بُذلت محاولات لتفعيل دور ذوي الإعاقة والإفادة من قدراته، كما تم توفير المراجع العلميّة المتخصّصة لدعم الدارسين والمختصين وأولياء الأمور وذوي العلاقة بالتربية الخاصة، من هنا جاءت فكرة مقدمة في التربية الخاصة كنظرة حديثة مواكبة للتطوّرات في حقل التربية الخاصة وتزويداً للمهتمين في هذا المجال بكل ما هو حديث.
حاولنا في مقدمة في التربية الخاصة الاعتماد على المراجع العلميّة المتخصّصة والأبحاث والدراسات الحديثة والخبرات العمليّة فقد ضمت في محتواها إثنا عشر باباً تحتوي على كل ما قد يحتاجه الدارسون والمهتمون وذوو العلاقة بمجالات التربية الخاصة تميزت عن غيرها بإضافة ما تضمنه الدليل الإحصائي التشخيصي الخامس من تعديلات على معايير التشخيص، كما تم إضافة الخدمات التكنولوجيّة المساندة، وبعض النصائح والإرشادات للعاملين في هذا المجال.