ينطلق هذا الكتاب من ضرورة تجاوز المنظور السلوكي في اختيار وتحديد الأهداف التربوية، ذلك أن الإكتفاء بالصياغات الإجرائية للأهداف وتتوقف عند الأهداف السلوكية الجزئية، كثيراً ما يعرقل حرية الفاعلين في مجال التدريس بمن فيهم الطلاب أنفسهم، في اختيار الطرق المناسبة، بل إنها...
ينطلق هذا الكتاب من ضرورة تجاوز المنظور السلوكي في اختيار وتحديد الأهداف التربوية، ذلك أن الإكتفاء بالصياغات الإجرائية للأهداف وتتوقف عند الأهداف السلوكية الجزئية، كثيراً ما يعرقل حرية الفاعلين في مجال التدريس بمن فيهم الطلاب أنفسهم، في اختيار الطرق المناسبة، بل إنها عادة ما تفرض عليهم طريقة واحدة وجاهزة، فلا يبدع المدرس أهدافه بل يكتفي بإيصالها وترجمتها إلى مواقف سلوكية. إن مثل هذه التحفظات، جعلت المؤلف يفكر في اقتراح بعد جديد يمنح نموذج التدريس الهادف نفساً جديداً يجعله قادراً على مواجهة مختلف الإنتقادات وتجاوزها. يتمثل هذا النفس في نموذج الكفايات، أي اقتراح مدخل الكفايات في التدريس والذي يدعو إلى عدم التركيز على الأهداف الإجرائية وتوظيف مفهوم الكفاية باعتباره أكثر مرونة. إن الكفاية تتشكل بطريقة لولبية - تراكمية، إنها مثل الكائن الحي تنمو وتتقوى كلما انتقل التلميذ من صف إلى آخر أو من المدرسة إلى العمل. إن الكفاية بهذا المعنى مفهوم غني يتيح للمدرسين إمكانيات كثيرة في نشاطهم التعليمي، كما يجعلهم أكثر مرونة في تنفيذ مقتضيات المناهج والبرامج الدراسية، ويخلصهم بالتالي من المفهوم الضيق للهدف السلوكي.