يشكل المعتقد الديني للشرقي محوراً جوهرياً من محاور إستيعاب وتفهم ذهنيته وأساليب تفكيره للتشابك المفصلي الذي يقيمه أو يتصوره عن العالم العلوي والسفلي وتأثير الإلهة في صياغته وتدبيره فتتحول حياته عبارة عن ممر قصير لحياة أبدية سرمدية لكن علية خلال رحلته القصيرة أن يذعن لتلك...
يشكل المعتقد الديني للشرقي محوراً جوهرياً من محاور إستيعاب وتفهم ذهنيته وأساليب تفكيره للتشابك المفصلي الذي يقيمه أو يتصوره عن العالم العلوي والسفلي وتأثير الإلهة في صياغته وتدبيره فتتحول حياته عبارة عن ممر قصير لحياة أبدية سرمدية لكن علية خلال رحلته القصيرة أن يذعن لتلك الشبكة المعقدة من الطقوس والشعائر اليومية والموسمية والسنوية وربما الألفية المتراكمة بفعل الزمن والمرتبطة بالعالمين السفلي والعلوي إذ أن المسافة الفاصلة بينهما تشكل الميدان الواقعي والفعلي لتلك الممارسات التي تأخذ جل تفكير وتقنين الشرقي فيوظف لها مجمل مجهوداته العقلية والروحية وتبدأ إسقاطات ذلك على مختلف مناحي الحياة من أدب وفن ومعمار وإهتمامات أخرى تراوده وتجعل منه منقاداً طوعياً لها. يمثل كتاب "المعتقدات الدينية في العراق القديم" محاولة جادة للبحث في الغاطس والفواعل الأساس التي أسهمت في تكوين ملامح الشخصية العراقية القديمة عبر وسيلة إستيعاب ظاهرة التدين والمعتقد الذي لاذ به من أجل الترويح عن معاناته وتأمين وجوده المضطرب وربما تفسير بعض الظواهر التي عجز ذهنه التقليدي عن تفسيرها.
فسعى الكتاب وعبر جملة محاور أساس ركزت على جذور تلك المعتقدات والمؤثرات عليها، والمظاهر التي تجلت بها إلى دراسة الدين في العراق القديم والمعبودات التي ظهرت فيه.