الإنسان مخلوق محتاج دائماً، وثمة حاجات لا يلبيها إلا الخالق، لأنه -وحده- القادر على تلبيتها، خاصة تلك التي تتعلق بالروح وبتخليصها من كل العلائق التي تمنع عن الاتصال به والتوجه الخالص إليه.وهو -أي الإنسان- مقصر دوماً مع ربه، فإذا ما أخذته مشاغل الحياة وأغرقته بسحرها اللاهي...
الإنسان مخلوق محتاج دائماً، وثمة حاجات لا يلبيها إلا الخالق، لأنه -وحده- القادر على تلبيتها، خاصة تلك التي تتعلق بالروح وبتخليصها من كل العلائق التي تمنع عن الاتصال به والتوجه الخالص إليه. وهو -أي الإنسان- مقصر دوماً مع ربه، فإذا ما أخذته مشاغل الحياة وأغرقته بسحرها اللاهي ومادياتها الزائلة، بدأت مشاكله تكبر، وظهرت أحزانه وآلامه، وتراكمت عليه الهموم، وشعر بالضعف في المواجهة... عندما يتذكر الله، فيعود إليه، مشتاقاً لرحمته وكرمه، راغباً بعطائه ومنه، طالباً العفو والمغفرة والرضوان، مؤملاً للفرج ودفع البلاء، مندفعاً للتعويض عن تقصيره في واجباته معه.
وقد أكّد الله -تعالى- في قرآنه، أنه قريب دائماً من عباده، ليجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه، وهو ما عبرت عنه الآيات القرآنية الكريمة في أكثر من موضع، حيث قال سبحانه: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان".
ومن هنا تأتي أهمية الدعوات والصلوات الواردة عن الرسول والأئمة عليهم السلام، والمؤكد استحباب الإيتان بها، خاصة في الأشهر المباركة الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان، إذا الأحاديث في فضل هذا الأشهر وأعمالها كثيرة، لربما يلخصها قول الصادق عليه السلام: أعطيت هذه الأمة ثلاثة أشهر لم يعطها أحد من الأمم. وعنى: رجب وشعبان ورمضان.
ولذلك كانت هذه الأشهر الثلاثة المباركة، تشكل -لا ريب- محطة مهمة للتزود بالوقود الإيماني والروحي، ولطلب الحاجات من الله، مهما بدت للإنسان صعبة ومستحيلة، لأنها الأشهر التي يفتح الله فيها أبواب رحمته لعباده، ويضاعف فيها الحسنات، ويمحو فيها السيئات، ويتوب فيها عن التائبين والمذنبين العائدين إليه، خاصة شهر رمضان، الذي هو أشرف الشهور، يكفي أن المؤمن فيه في ضيافة الله عز وجل، يرتع في رياض رحمته وكرمه، ويكفي أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
بناءً على ما تقدم من أهمية الأعمال في هذه الأشهر المباركة، ارتأى الحاج "محمود عباس شاهين" أن يجمع بين دفتي هذا الكتاب أفضل الدعوات والصلوات الواردة عن الرسول صلى الله عليهم وسلم والأئمة، بطباعة أنيقة، وإخراج جميل، وتحريك مميز للأدعية، تسهيلاً لقراءتها بلغة صحيحة من قبل الداعين المؤمنين.