إن الكتابة عن الشخصيات المؤثرة في مجتمعنا هي كتابة لجزء مؤثر من تاريخ الدولة، وفهم أعمق لواقعها تلك الأيام، لا سيما ونحن نكتب عن شخصية عاصرت مرحلة تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله؛ وهذا يُعطي فهمًا عميقًا لطبيعة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في ذلك الوقت، وللأسف هناك شخصيات لم يُدوَّن عنها إلا النزر اليسير؛ فالباحث يُجهد نفسه ويقلب الصفحات ليعثر على كلمات، ثم يتتبع الوثائق والروايات الشفهية. واحد من هذه الشخصيات ذات الأهمية يمتلك خاصية الشعر الذي هو مدونة لأيام العرب الأوائل منهم والأواخر، حيث زخرت بريدة والقصيم وعموم نجد بالعديد منهم، والذي كانت له مساهمة في الأحداث من حيث المشاركة الفعلية، والتدوين للأحداث ونقلها للأجيال.
إننا إزاء شخصية غير عادية شاركت في معارك تأسيس المملكة، وفي أحداث الثورة العربية الكبرى، وامتد أثرها خارج الجزيرة العربية. فحينما نكتب عن مثل هذه الشخصية فإننا نعطي تصوُّرًا واضحًا عن طبيعة الحياة في تلك الحقبة، ومَن يعلم فقد يُمهّد ذلك لأعمال فنية مقروءة أو مُشاهدة تثري الساحة الأدبية والفنية الشعبية.