-
/ عربي / USD
للفلسفة والدراسات العقلية عموماً دور بيّن في تكوين عقل الإنسان وطريقة تفكيره، ولا نستطيع إلا أن نسمي ذلك: عقلاً فلسفياً، له خصائصه وسماته وآلياته في التعاطي مع العلوم والفنون. إنطلاقاً من ذلك، فإن الدرس الفلسفي، بالمعنى العام للفلسفة، أيّ فلسفة كانت، ضرورةً إستثنائية للمعاهد الدينية والحوزات العلمية، لأن هذا الدرس يساعد على تنشيط الفكر، وينضج من تصورات العقل الديني عن العالم والإنسان والحياة، وقد لوحظ، بالتجربة الدينية، كيف ظهرت بعض النتائج السلبية في الفترات التي غاب فيها هذا الدرس عن الحواضر العلمية الدينية، ليحلّ مكانه أحد درسين هما: الدرس الصوفي، والدرس النصي. والمقصود بالدرس الصوفي، النزعات الصوفية غير المرشدة بوعي منطقي. والمقصود بالدرس النصي شيوع ظاهرة الدوران حول الموروث في عملية إستهلاك له، دون ضخّه بحياة جديدة، فتكثر الشروح والحواشي والتعليقات والمختصرات، وتتصارع المدارس على تفسير هذه الكلمة لهذا العام أو ذاك، وليس في تصارعها هذا ضيراً، بل الضير في إستهلاك طاقاتها في هذا التصارع حتى النفس الخير، فيدخل العقل والفكر مدارات مغلقة ويدور في حلقة مقفلة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد