-
/ عربي / USD
الإنسان كائن تأريخي، بمعنى أنه يَعرِفُ نفسه، لا من خلال التأمل الفلسفي فحسب، بل من خلال التجارب الحياتية، وبذلك فهو مشروع في حالة تخلق، تجدد، تطور، إنه يقوم بجولة (تحليلية) للقوانين والقواعد التي ابتني عليها الحدث التاريخي، فالتاريخ إذن ليس معطى موضوعي قائما في الماضي، ولكنه معطى متغير، متجدد، خلاق، من خلال تغيٌر الظروف الموضوعية الصانعة للحدث او الواقعة التاريخية في أطار جوهري ومتميز من السنن والقوانين الثابتة والمطردة، والدور الذي يمارسه الانسان هو فهم قوانين التاريخ في كل زمان فهما جديدا من خلال لظروف الموضوعية في ذلك العصر، ويكون فهمه للماضي أفضل كلما توفرت شروط موضوعية في الحاضر شبيهة بما كان في الماضي، هذا هو الاساس الفلسفي الذي انطلق منه اية الله السيد محمد باقر الصدر في فهمه لحركة الانسان في التاريخ، فثمة رؤية مغايرة للتاريخ اقترحها الصدر، حاول من خلالها اعادة اكتشاف اسس العلاقة بين علم المجتمع والتاريخ، بعد ان كان ابن خلدون اشار اليها اجمالا، لانه يعتقد ان ثمة تشويش منهجي على صعيد المفاهيم في الفكر الاسلامي الحديث ولن يتم الاكتشاف للعلاقات المعقدة دون موقف نقدي يفلسف عملية اللجوء الى التاريخ ويبين علاقة الأمة بالتاريخ في خصوصياتها وكونيتها، لقد كان نقد الفهم التاريخي فلسفيا هو الموضوع الاقرب الى عقل الصدر لانه ايقن ان انتظام التاريخ هو وثيقة الإنسان الكبرى وأهم تعبير للحياة، وبذلك اعطى للوعي التاريخي بعدا اخر بستطيع من خلاله الاجابة على السؤال الاكثر الحاحا وهو كيف يمكن أن تكون المعرفة التاريخية ممكنة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد