-
/ عربي / USD
علمت مطيعة انّ الدرب التي تؤدي إلى السرايا لا تشبه الدروب التي توصل إلى حارات خربة المعبد، كما أن السلم الحجري الذي يصل مكتب الحاكم بأحياء المدينة لا يشبه (الشريك) الذي يوصل البيوت بالمقام، وهذا ينطبق على الثياب حيث يتطلب من زائرات المقام الحشمة، أما مكتب حاكم المدينة فيرحب بالمتبرجات غير المحتشمات أكثر من المحتشمات المبخرات، ولا تستثنى من ذلك الروائح حيث رائحة البخور تنفلت في فضاء الغابات المحيطة بالمقامات، والعطور تتسلل من باب مكتب الحاكم ونوافذه المسدلة الستائر.
كانت مطيعة مشغولة بالمقارنة بين عالمين يتحكمان بأقدار البشر غير عابئة بصفير يأتي من الأسطح وبعض الدكاكين، متجاهلة في الوقت ذاته عبارات تسخر من مشلحها الأخضر الذي ينشر في الأزقة عطور البشر ودهونهم وعرق أجسادهم المكدسة على مدار عقدين من مكوث الثوب على الضريح الحجري، ولا تهتم كثيرا بأمر تاجر يطلب ممن يسميهم زعران السوق الالتزام بآداب الطريق والتوقف عن الصفير.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد