إن الحروب الشرسة التي تطحن البشر، وتزهق الأرواح البريئة، وتجعل الديار خرائب، إلا نتيجة من نتائج الطمع والجشع، والسيطرة على خيرات الآخرين، والاستزادة من المال، بحق أو بغيره.ولما كان الفقر مشـكلة اجتماعيـة، وآفـة من الآفات، يعاني منها السواد الأعظم من البشر، تحتاج إلى وضع...
إن الحروب الشرسة التي تطحن البشر، وتزهق الأرواح البريئة، وتجعل الديار خرائب، إلا نتيجة من نتائج الطمع والجشع، والسيطرة على خيرات الآخرين، والاستزادة من المال، بحق أو بغيره. ولما كان الفقر مشـكلة اجتماعيـة، وآفـة من الآفات، يعاني منها السواد الأعظم من البشر، تحتاج إلى وضع الحلول، وإرشاد الناس إلى الطريق السوي الذي رسمه الإسلام لهم لحل هذه المشكلة، وبيان ما للفرد من حقوق، وما عليه من واجبات، غنياً كان أو فقيراً... ومن وحي لقاءاتي المتكررة: الفضائية، والإذاعية، والمحاضرات، والندوات، في حل هذه المشـكلة، أحببت توسـيع دائرة الاطلاع على هذا الموضوع، والكتابة فيه متجنباً الإيجاز المخل، أو التطويل الممل، بأسلوب فيه الحداثة والمعاصرة، مع الاستفادة من التراث الذي خلَّفه الأجداد والآباء، ناسباً الأقوال لأصحابها وذويها، عملاً بأصول البحث، مبيناً أسـباب الفقر، وآثاره، وطرق علاجه، على هدي القرآن الكريم، والسنة المطهرة، عسى أن يسهم في حل جزء من مشكلة، عانى ويعاني منها كثير من الناس في كل زمان ومكان. لقد حوى البحث في فصله الأول: الفقر وأسبابه ونظرة الناس إليه، وفي الفصل الثاني: أسباب الفقر الخارجية والذاتية، وفي الفصل الثالث: وسطية الإسلام في الكسب والإنفاق، وفي الفصل الرابع: بيان آثار الفقر وما يسببه من مشكلات، وفي الفصل الخامس: وضع الأدوية الناجحة لحل المشـكلة، كالعلاجات الإيمانية والعملية والاجتماعية والدولية، وانتهى بخلاصة له.