-
/ عربي / USD
يحتوي الكتابُ هذا على فصولٍ تسعة، عالج كلٌّ واحد منها موضوعاً من موضوعات الفكر أو الدين أو الميتافيزيقا أو العلم أو الفلسفة السياسية، في السياق الفكري الغربي، من أثينا إلى الأزمان الراهنة.
وإذا لم يكن ثمة لحمةٌ جوهريةٌ تجمع الفصول هذه منهجياً، فإن ما يجعل نشزها معاً في كتاب أمراً مبرراً، هو أنها جميعاً تأملاتِ في الطريقة التي كان يتجسّد بها حضورُ الفكر في سياق تحولات العالم الغربي وتعقُد أحداثه وتشعُّب وقائعه، وأنها تعالج آفاق الجدل الذي كان ينبعث هنا وهناك، في أزمنة متفرقةٍ وظروف مختلفةٍ، بين الفلسفة والدين والسياسة، أو بين العلم والميتافيزيقا، أو بين الفلسفة والقيم، في سياق حضاراتٍ كان يلهم بعضُها بعضاً، ويستثمر بعضُها تجاربَ بعض، وعلى كل حال فالمباحث هو بالرغم من تفرق ظروف نشرها واختلاف موضوعاتها، فهي مباحث تتقارب طريقة معالجها ويتّفق منهجُها، ويتشابه أسلوبُ الإنشغال بقضاياها، وهي إذ لم تكن مجرّد تاريخٍ للفكر أو للتجربة الدينية والمذاهب أخلاقية أو لرؤى الفلسفة السياسية، فهي قصدت إلى شيء من الإستعادة النقدية لتجارب الفكر والسلطة والأفكار الأخلاقية والتجارب الدينية، على ضوء الراهن ومشكلاته وتعقيداته، وهدفت إلى الإضاءة على ما له صلاحية أن يُستعاد من أجل الإعتبار والتعلم، أو يستثمر في استئناف نمط مختلف من الفهم والتقويم.
وأخيراً، فإذا كانت هذه المباحثُ المتفرقة مما يقدم شيئاً نافعاً للمعرفة أو للفكر، للتاريخ أو للذاكرة المعتبرة، فذلك هو غاية ما أتمناه، وإلا فهي تبقى مجرَّد تجربةٍ تعلُّم ذاتي، أو تأمُّلٍ شخصي في وقائع العالم وخبراته وأحداثه وتبصُّرٍ في تحولات طباع الأمم، ونظر في تجليات الفكر في التاريخ، وفي الرؤى والمواقف والأفكار، التي ساهمت بشكل أو بآخر، هنا أو هناك، في توجيه مسار التاريخ وتحديد قصوده ومآلاته وأهدافه، وأثّرت في رسم ملامح صورة الفكر كما باتت تتبدى في تحولات عصرنا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد