قال الله تعالى: (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج) يبين هذا الكتاب مدى يسر الإسلام وسماحته، وملائمته للفطرة السليمة في كل زمان ومكان بعيدا عن مبالغة بعض المتشددين الذين ظنوا أن تشددهم يخدم الدين فوقعوا وأوقعوا غيرهم في الحرج والضيق وهو ما نفاه الله ورسوله عن هذا الدين. وبعيداً عن المتساهلين تساهلا لا يستند الى دليل بحجة المصلحة والتيسير. فالكتاب دراسة لمظاهر التيسير في ظل الفهم الصحيح لمصادر الشريعة الإسلامية، تضع حدا للتطرف عند الفريقين المتشددين والمتساهلين وتظهر نعمة الله على عباده بهذه الشريعة السمحة التي لاتفريط فيها ولا فراط. ونظرا إلى أن مظاهر التيسير في الشريعة الإسلامية أكثر من أن يحيط بها العد فقد أكتفي بدراسة بعض هذه المظاهر في العبادات والمعاملات من خلال القرآن الكريم والسنة الصحيحة. ويتضمن التيسير في العبادات ما يلي: التيسير في الصلاة، التيسير في الزكاة، والتيسير في الصيام، والتيسير في الحج. ويتضمن أيضا التيسير في الكفارات وهي: كفارة القتل الخطأ، كفارة الظهار، كفارة اليمين. ويتضمن التيسير في المعاملات وهي: البيوع الجائزة والمحرمة. والتيسير في العلاقات الزوجية وهي: التيسير في المهور، والخلع، وأحكام المفقود، والإيلاء. والتيسير على المكره والمضطر. والتعامل مع أهل الكتاب. والتيسير في حالة الحرب. والتيسير على المذنب وهي: التوبة في الحدود، والتوبة من الكبائر.