إن تراثنا الأصولي زاخر بالعطاء والنتاج الغزير والابحاث العلمية المعمقة في مجال اللغة، بوصفها احدى اهم آليات البحث الأصولي ووسائله، بل واحدى الركائز المهمة التي ارسى عليها الكثير من قواعده، وتبلور عبرها العديد من أحكامه وفرضياته، فلاغرو ان نجد فكر الاصوليين واهتمامهم منصباً على فهم هذه اللغة والبحث عن سر وجودها في حياة الانسان، وطبيعة تكوينها ومسار اشتغالاتها، لذا فقد عبّرت معظم أبحاث السيد الصدر – في مجال اللغة – عن سمة بارزة تميزت بها، وهي مقاربتها للأبحاث اللغوية الحديثة، في كثير من الأفكار والرؤى . ما جعلها ذات فائدة كبيرة للباحثين اللغويين، لأنها مثّلت خلاصة الفكر الأصولي الحديث في مجالات اللغة، وقد عكست – في الوقت نفسه – صورة المثقف الأصولي الفقيه الذي واكب العلوم الحديثة وهضم متبنياتها، ثمّ أدخلها منظومته الفكرية عناصر توظيف لا عناصر تكوين، فأنتج وأبدع.